تعرضت المنطقة الخضراء وسط بغداد أمس، لقصف صاروخي، بعدما سقطت قذيفتان مدفعيتان (كاتيوشا) في المنطقة نفسها، جاء ذلك عشية وقوع اشتباكات عنيفة بين عناصر من الشرطة ومتظاهرين تابعين لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، توافدوا للاعتراض على مفوضية الانتخابات وقانونها. وأسفرت المواجهات عن مقتل سبعة أشخاص بينهم شرطي وإصابة العشرات، أمس (السبت). وأفاد شهود عيان أن قوات الأمن العراقية أطلقت الغاز المسيل للدموع على آلاف من أنصار مقتدى الصدر، وأضافوا أن نحو 20 محتجا اختنقوا بسبب الغاز. واستمرت الاشتباكات بين المحتجين لساعات في وسط بغداد، وسط مطالبات بتعديل اللجنة المشرفة على الانتخابات قبيل إجراء انتخابات محلية في سبتمبر القادم. ويتهم مقتدى الصدر كتلة دولة القانون، التابعة لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي بالفساد في المفوضية العليا للانتخابات، مطالبا بإصلاحات سياسية وأمنية، وسط تكهنات بانهيار التحالفات بين الأحزاب الشيعية، التي يعتبر الصدر القوة المؤثرة والأكبر فيها. ودعا مقتدى الصدر أنصاره إلى الانسحاب التكتيكي من بغداد، وسط حالة من الاستنفار السياسي والأمني. من جهة أخرى، تشهد التيارات الشيعية خلافات على مشروع التسوية السياسية، إذ إن التيار الصدري أكثر المعترضين على المشروع، كونه يعتقد أن حصته في المحاصصة السياسية غير مناسبة. في غضون ذلك، حاول رئيس التحالف الشيعي عمار الحكيم التوصل إلى تفاهم مع مقتدى الصدر، إلا أنه فشل في الأمر، ما دفع التيار الصدري للخروج في مظاهرات وسط ساحة بغداد، مهددين باقتحام المنطقة الخضراء.